العلماء يقولون إن القمر ترايتون الذي يدور حول كوكب نبتون ثامن كواكب المجموعة الشمسية كان يدور في الماضي حول كوكب آخر وأن نبتون "اختطفه" منه بتأثير قوة جاذبيته.
وهذه هي الفكرة التي جاء بها العلماء مؤخرا لتفسير موقع القمر الحالي.
وكان العلماء قد وجدوا صعوبة كبيرة في تفسير كيفية اختطاف جرم فضائي كبير بحجم القمر ترايتون من قبل كوكب غازي ضخم مثل نبتون.
لكن العالمين كريغ أغنور ودوغلاس هاميلتون كتبا في بحث في مجلة "الطبيعة" العلمية شرحا فيه فكرتهما القائلة إن وجود نظام شمسي قديم كان فيه ترايتون يدور قرب كوكبين يقدم أجوبة على كثير من التساؤلات.
ويقول البروفيسور كريغ لبي بي سي إنه يعتقد بات لدى العلماء ما يسميها الطريقة" التي تفسر أكثر من غيرها من النماذج المعطاة لتفسير موقع ترايتون.
ويقول العلماء إن الأقمار التي تدور حول كواكب المشتري وزحل وأورانوس ونبتون وهي الكواكب الغازية الضخمة في المجموعة الشمسية تنقسم إلى قسمين: عادية وغير عادية.
يعتقد أن نبتون اختطف بجاذبيته القمر ترايتون من جرم آخر ابتعد في الفضاء
قمر شاذ
أما الأقمار العادية فهي أقرب إلى الكوكب الأم وتكون مداراتها شبه دائرية في نفس مستوى الخط الاستوائي للكوكب.
ويعتقد أن تلك الأقمار تكونت من بقايا قرص من الغاز والغبار الذي كان يحيط بتلك الكواكب في المراحل الأولى من عمر المجموعة الشمسية.
أما الأقمار غير العادية من جهة أخرى فتكون أبعد عن الكوكب الذي تدور حوله وتكون مداراتها شاذة- بمعنى غير دائرية.
ونصف تلك الأقمار يدور في اتجاه معاكس لاتجاه دوران كواكبها.
ويعتقد العلماء أن تلك الأقمار كانت في ما مضى أجراما حرة تدور حول الشمس وفي مرحلة من المراحل تعرضت لجاذبية الكواكب العملاقة التي "حبستها" في مدار حولها.
وقد تم اقتراح الكثير من النظريات حول عملية وقوع قمر غير عادي أو شاذ في جاذبية كوكب ما.
وحسب الباحث "أليساندرو موربيديلي" من مرصد "دي لا كوت آزور" في فرنسا "تبدو هذه الآلية مناسبة لتفسير موقع القمر ترايتون".
ويرى العلماء أن ترايتون لا بد وأنه فقد طاقته في طريقه إلى المدار الذي حبس فيها حول نبتون.
لكن حتى يقع ذلك من المفترض أن يكون ترايتون قد اصطدم بقمر صغير في الطريق دفعه في المدار الذي جعله بمتناول نبتون.
ويعتقد العلماء أن دور الاصطدام المفترض بقمر صغير مهم لأن ترايتون لو اصطدم بقمر ضخم لكان تعرض للتدمير.
ويرى العلماء أنه رغم أن التساؤل حول أصل الأقمار الشاذة يبقى مفتوحا في علم الفلك إلا أن فكرة أن يكون ترايتون قد انجذب إلى نبتون بعيدا عن جرم سابق كان يرافقه تبدو واقعية جدا.
ويعتقد العلماء أن الجرم الذي كان يرافق القمر ترايتون في السابق إما أنه قذف به إلى خارج المجموعة الشمسية أو دخل في تركيب الكوكب نبتون الغازي أو في تركيب أحد الكواكب الغازية الكبرى الأخرى في مجموعتنا الشمسية.